العلاقات الفلسطينية الهولندية هي العلاقات الثنائيّة بين دولة فلسطين والمملكة الهولندية.
ظل الموقف الهولندي من القضية الفلسطينية سلبيًا لفترة زمنية طويلة إلى حد أن هولندا كانت تُعتبر بمثابة الممثل الإسرائيلي في الإتحاد الأوروبي بصفة غير رسمية لأنها كانت تعارض جميع القرارات التي تتعارض مع مصلحة إسرائيل من داخل الاتحاد، إلا أن الموقف الهولندي من القضية الفلسطينية تغيّر في أعقاب عام 1973، بعدما قرر العرب قطع إمدادات النفط عن كُل من هولندا والولايات المتحدة الأمريكية. أفتتحت السفارة الهولندية في فلسطين لأول مرة في مدينة أريحا بعد وقت قصير من إبرام اتفاقيات أوسلو في عام 1994، ولكنها نُقلت بعد ذلك إلى مدينة البيرة التابعة لمحافظة رام الله في عام 1996 لتكون إلى جانب المؤسسات الأخرى التابعة للسلطة الفلسطينية. شهد الموقف الهولندي تجاه الفلسطينيين مؤخّرًا تحسناً ملحوظاً، فقد اختارت هولندا على سبيل المثال الامتناع عن التصويت ضد قرار منح فلسطين رتبة دولة مراقب غير عضو في منظمة الأمم المتحدة.
خلال الاحتفال بالذكرى العشرين لإنشاء الممثلية الهولندية في فلسطين، قامت ممثلة المملكة الهولندية لدى فلسطين مع 50 راكب دراجة هوائية من قطاع غزة في عام 2015 بتوزيع 1500 وردة على المارين في شوارع مدينة رام الله، كما قدمت باقة زهور لرئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس تستلمها حسين الأعرج رئيس ديوان الرئاسة الفلسطينية كنائب عن الرئيس. يحمل أحد الشوارع الرئيسية في مدينة البيرة بمحافظة رام الله اسم "شارع هولندا" على سبيل الاحتفاء بعودة العلاقات الثنائية بين البلدين.
تأسست ممثلية هولندا في الأراضي الفلسطينية المحتلة في عام 1994 في مدينة أريحا بعد إبرام اتفاق غزة أريحا، ثُمّ نُقل مقرها في عام 1996 إلى مدينة البيرة، ويشغل السفير ميشيل رينتينار منصب رئيس البعثة الدبلوماسية الهولندية في الأراضي الفلسطينية بدءًا من 2 أكتوبر/تشرين أول 2022 وحتى الآن.
تتألف البعثة الدبلوماسية الهولندية في فلسطين من ثمانية موظفين هولنديين وستة موظفين فلسطينيين، وتتركز أنشطة الممثلية حول إنفاذ برنامجها التنموي إلى جانب التحليل السياسي والاجتماعي والاقتصادي وإعداد التقارير لتسهيل السياسة الخارجية الهولندية، بالإضافة إلى تقديم بعض الخدمات للمسافرين إلى هولندا مثل تزويدهم بالمعلومات اللازمة عن القنصلية ومعلومات التأشيرة وبعض المعلومات العملية عن هولندا.
يقع مقر السفارة الفلسطينية في هولندا في مدينة لاهاي، وتشغل السفيرة روان أبو يوسف منصب رئيسة البعثة الدبلوماسية الهولندية في الأراضي الفلسطينية بدءًا من عام 2017 وحتى الآن.
تقوم هولندا بدعم الزراعة في قطاع غزة، وخاصة زراعة محاصيل الفراولة والأعشاب والخضروات والورود، وقد وصلت قيمة عائدات صادرات المنتجات الزراعية من المشاريع التي تدعمها هولندا في قطاع غزة في 2012 إلى حوالي 5.7 مليون دولار أمريكي، كما وصلت عائدات زراعة الورود في قطاع غزة إلى نحو 6 ملايين دولار أمريكي. ساهم دعم هولندا للزراعة في أراضي القطاع في تشغيل ما يزيد عن 1180 عاملًا.
قدمت الحكومة الهولندية في عام 2014 نحو 50 مليون دولار كمساعدات لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين لدعم عدد من المشاريع الزراعية والقانونية والمشاريع التي تعني بتوفير المياه في فلسطين، ومشاريع تأهيل الأراضي الواقعة ضمن نطاق المنطقة ج في قطاع غزة، أو ما يُعرف بالمنطقة العازلة، للزراعة مما يُسهم في زيادة الإنتاج الزراعي للقطاع بنسبة قد تصل إلى 30%، إلى جانب دعم عدد من المؤسسات ودعم الشركات الفلسطينية بنسبة 60%.
اهتمت هولندا بتقديم الدعم لتنفيذ عدد من البرامج الثقافية في فلسطين فدعمت تأسيس مؤسسة خاصة للمسرح في قطاع غزة، كما دعمت إقامة متحف للفنون في القدس الشرقية إلى جانب دعم الفريق الوطني لكرة القدم للسيدات في الضفة الغربية.
بدأ وفود المهاجرين الفلسطينيين إلى هولندا منذ خمسينيات القرن العشرين في أعقاب نكبة عام 1948، وازداد وطأته خلال حقبة الستينيات من القرن العشرين مع وصول 120 عاملًا فلسطينيًا من مدينة نابلس إلى هولندا للعمل في شركة تصنيع السمنة. سكن هؤلاء العمال في بلدة فلاردينجن الهولندية، وعانوا من ظروف اقتصادية وأوضاع صعبة وعاشوا في عزلة اجتماعية بسبب تأييد السلطات والأحزاب الهولندية لإسرائيل إلى أن تمكنوا في عام 1966 وبالتنسيق مع الطلاب الفلسطينيين المقيمين في هولندا من تأسيس رابطة الفلسطينيين في هولندا، وهي رابطة كانت تهتم بإقامة الأنشطة الثقافية والاجتماعية لدعم القضية الفلسطينية ودعم منظمة التحرير الفلسطينية، ولكن سُرعان ما تفككت الرابطة بسبب ضعف إمكانياتها المالية.
شهدت أواخر تسعينيات القرن العشرين تأسيس عدد من المؤسسات والمنظمات الفلسطينية والداعمة للقضية الفلسطينية في هولندا، وكان من أهمها:
كانت الحكومة الهولندية مؤيدة وداعمة للمواقف الإسرائيلية على مدى سنوات، ولا تزال العديد من الأحزاب اليمينية في هولندا مثل حزب النداء الديمقراطي المسيحي، وحزب العمل الهولندي، والحزب الليبرالي تتخذ مواقف مؤيدة لإسرائيل، ويُعتبر الحزب الليبرالي الهولندي هو الحزب الأكثر تشددًا في تأييد إسرائيل في هولندا. على الرغم من ذلك كانت هُناك بعض الأحزاب الهولندية التي تتبنى مواقف داعمة للقضية الفلسطينية مثل حزب اليسار الأخضر، والحزب الهولندي الاشتراكي.
في عام 2021 خلال فعاليات إحياء الذكرة الثالثة والسبعين للنكبة، وقع ثمانين أستاذ جامعي وأكاديمي من العاملين في الجامعات الهولندية على عريضة تُساند القضية الفلسطينية وتُطالب الحكومة الهولندية بدعم حقوق الشعب الفلسطيني وقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.
Owlapps.net - since 2012 - Les chouettes applications du hibou